ان كل الاباء يكرسون حياتهم لخدمة ابنائهم و يقدمون لهم كل الاعتناء التربوي و التفاق المستطاع و يحاول الاباء توفير كل الرعاية التعليمية و الأساسية للابناء و يفرض ارضاء ذواتهم و ابنائهم و رؤية انتاج عائلتهم
نجاح ابنائهم و حصولهم على الثقافة و المستقبل و لكن الابناء قد لا يتفقون مع الاباء حتى مع افكارهم لأن لديهم افكارهم الخاصة بهم و لأن الافكار تختلف من جيل الى جيل و غالبا ما يختار الابناء افكارهم في استقلال عن توجيهات الاباء و الاسرة و يقاوم الاتجاهات التي يسعى لها الاباء الا اذا كان الابناء يتعلمون بعض القيم بالتأثر و اهمية المصلحة الأبناء, يعزز تعلم طرق التوجيه المقبولة لدى الأبناء.
ولا شيء يجلب السعادة للأباء مثل وجود ابن سعيد و منتج و محب للأخرين , و كل مرحلة عمرية من مراحل عمر الانسان لها اهدافها التي يسعى لتحقيقها. فبالنسبة للأطفال فتنحصر اهتماماتهم في الاكل و النوم و اكتشاف كل ما هو جديد عليهم في العالم و المحيط الذين يعيشون فيه .
و بالنسبة لفترة المراهقة او ما تسميه هنا ( بمرحلة النشئ ) نجد ان السمة السائدة فيها تحقيق الاستقلالية و الميل الى اختيار الاصدقاء و محاولة ما يوافقه و يتعلم بالتقليدهم.
اما الشخص البالغ او الناضج فأهدافه تتركز في النجاح في العمل و الاستقرار و تكوين الاسرة و العناية بها. و العمل على توفير مدخول مادي متنامي و مدخول يرفع من مستوى معيشة الاسرة , و السعي للقيادة و اثبات الذات و امكانية الارتقاء الوظيفي و تقدير المجتمع و ابراز الهوية الشخصية.
تعد المعاملة الوالدية في تنشئة الابناء نوعا مهما من انواعى اساليب التنشئة الاجتماعية, فهي تعبر عن اساليب التعامل مع الابناء و انماط الرعاية الوالدية في تنشئتهم, كما تعتبر في الواقع بمثابة ديناميكات توجه سلوك الاباء و الامهات , و قد اجع علماء النفس على اهمية التفاعل بين الاطفال و ابائهم و امهاتهم, و تأثير ذلك التفاعل في تنشئتهم الاجتماعية و في الارتقاء بشخصياتهم و تحصيلهم الدراسي و بخاصة في السنوات الاولى من العمر.
و تؤدي المعاملة الوالدية دورا بارزا و هاما في نمو و تقدم الابناء باعتبارها احدى وكالات التنشئة الاجتماعية او التطبيع الاجتماعي , سواء قصد من هذا السلوك التوجيه و الارشاد المفيد او لم يقصد , و يشكل التوجيه تأثر في شخصية الابناء و عمق بناء سماتهم ومع تأثرهم بالإعلام و العلاقات العامة.
ان الدور الذي يعزز رغبة الابناء في الانصات و التعلم من ابائهم يعتمد على طلب الابناء و التواصل, و من غير ذلك لا يقبل الابناء الثوابت و القيم الاسرية و مفتاح التقبل الى الاباء و يجب الاهتمام في التنشئة الوالدية الهادئة و الوديعة المشبعة بالحب و الحنان و الاطمئنان , و التألف مطلبا اجتماعيا في غاية الاهمية فهي النموذج السوي الذي ينعكس بدوره على حياة الابناء الدراسية و النفسية, و بالعكس اذا سادت الاسرة التنافر و الخلاف و الشجار و التباغض و العداوة و التغابن فإن هذا يؤثر على الصحة النفسية للأبناء و على مستوى تحصيلهم الدراسي.
ان المناهج التي يوضعه من المختصين كانت لمعالجة صعوبة التفاعل التنموي و التطويري الحديث للابناء, و لضمان سداد التربية . ان الاساليب التي يتبعها الوالدان تهدف الى – او تنشئة ابنائهم اجتماعيا و مساعدة الابناء على تجريب السلوك التربوي و معرفة المكاسب و التوجيه و التربية و فائدته و من المهم العمل على تقدير الوضع و احتساب المعاملة وفق النصح و الارشاد المصلحي الذي يعتمد على التالي:
- التعرف على الفروق بين اساليب التنشئة الوالدية للأبناء من حيث اختلاف الجنس ( ذكور , اناث ) و الفروقات العاطفية و الطباع المزاجي .
- تحديد التعامل و علاقة اساليب التنشئة الوالدية هدف العمل و مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ و طرق التشجيع للدراسة و المثلبرة لاثبات الذات.
- صياغة لغة الحوار و التأييد لأهمية و التحصيل و المكاسب لهم من خلال تعلمهم و بمصلحة التميز و الذكاء.
- القبول للتعاون بين الابناء و درجة تقبلهم الدراسة و رغبتهم في التفوق لاكتساب المعرفة و طرق الاختيار في العمل و علاقات الاصدقاء و سلوك الاسرة و الموافقة لعادات البيئة.
- معرفة درجة اسهام اساليب التنشئة الوالدية السالبة و الموجبة على مستوى التحصيل الدراسي لدى الابناء و تغيير السلوك حتى يوافق الايجابية التي يتقبلها الابناء.
ان الادراك المعرفي بحالة الحياة الاسرية و سلوك التوافق بين الابناء و عرف الاسرة السائدة
- هل توجد فروق ذاتية بين البناء و طرق التعامل من المراحل السنوية مع الابناء و الوالدية و تأثر العلاقة بالأختلاف و عدم الاتفاق الاخلاقي.
- هل توجد علاقة ارتباطية ذات تأثر بين المعاملة و اساليب التنشئة الوالدية و يحسب ادراك الابناء بموجب الطباع التي يعكسها الابناء على حسب ردود افعالهم.
- ما هو مستوى الاستعداد الشخصي للابناء للالتزام في تعليمات الاباء و سبب تفاوت التجاوب و دور التأثر في التعامل الابوي في مراحل النمو الاولى.
- تدوين الفروقات في مراحل البداء في التنشئة و الاسرة و حالت العلاقة الزوجية و انعكاسها السلبي بين الابناء.
- التعامل الاشباعي العاطفي و دوره في اعداد المراحل العلاجية لبعض حالات المراهقين العصبي المراس.
- التعامل بالمجارات و المحادثة الاحتواءية للمراهق و تقبل مصارحته و تعيين اللغة المشاركة لأفكاره و استدراجه لرؤية المشاركة التي يقتنيها الاباء. تتعدد الادوار التي يقدمها الابوين وفق الظروف التي يعاني منها التربية و بناء على مستوى التفكير و فكرة المراهقين و شخصياتهم:-
و نخلص الى طرح ادوار رئيسية تشمل ادوار مساندة المراحل و الادوار التربوية الوالدية
المرحلة الاولى: القائد الأمر
تهتم المرحلة الاولى قيام الاباء و بكل مسئولية الاهتمام الشخصي و كأن وظيفة الاهل هي التوجيه الالزامي فيقول له لمن عليه ان يصغي و يسمع الكلام . ماذا عليه ان يأكل . متى عليه الذهاب للسرير. كيف عليه القيام بأية مهمة كانت- صغيرة ام كبيرة. و لا يترك الطفل في تلك المرحلة يختار اي سلوك معيشي له الا اللعب و اللهو.
ففي هذه المرحلة من التربية الوالدية تكون مهمة المحبة الوالدية تشجيع نمو الطفل من التهذيب و التأديب الذاتية . و هذا ما يوضحه العرف المجتمعي و هو التاديب الالزامي للابناء و من اجل مصلحتهمو مثل ما قال سليمان الملك في سفر الأمثال برسالته لنا ” من يمنع عصاه يمقت ابنه و من احبه يطلب له التأديب ” و بتعبير اخر و يناسب جيلنا ” من يرفض تصحيح سلوك ابنه انما هو يرفض اظهار المحبة لذا احبب ابنك بتربيته و تأديبه و تهذيبه”.
ان مراحل التنشئة الاولى تركز على التعليمات و مع قلة التوضيح للتعليمات و اقتصادها على الشرح كما يجب عمله. اما في المرحلة اللاحقة لابد من زيادة مادة الوضوح و التبين للاسباب التعليمات و بموجب الاستعداد يحافظ على الوجيه السهل الا اذا كان التعامل مع المراهقة صعب, لابد من بذل جهد اتعزيز المجارات و القيادة و المرافقة.
المرحلة الثانية: القائد المدرب و المعلم
لم يعرف مجتمعنا هذا النوع من التربية و التي تعتمد على تعليم الفهم و التطبيق امام الابناء عندما لا يتمكن الاهل من التأثير المباشر على حياة اولادهم. و الذي يصنع تفاوت في العلاقة و سلوك المتابعة و اختيار الابناء القيام في سرية سلوكهم.
ان مهمة الوالدين المحبين هي تشجيع نمو ولدهم من الإتكالية الى الاستقلالية , انها من المراحل المهمة في حياة التربية الوالدية . ففي هذه المرحلة – و في الغالب هي سنين المراهقة- عندما يستطيع الطفل التميز و بشكل معقول و فهم الفرق بين الصواب, العدل المناسب و بموجب التقبل و التعامل الايجابي معهم و قبول الاستقلالية . يتجاوب المراهق بالمشاهدة و الفضول و التقدير.
يستمر العديد من الاهالي في تربية اولادهم و التعامل معهم على نفس النمط و كأنهم في الصفوف الابتدائية او الاعدادية . فعندما يسعى اولادنا للسير للامام نجد انفسنا ممسكين بالزمام او بالمكابح. نظير الحصان الذي يريد ان يركض و لكنه ملجم بزمام و ممسك للخلف. و كأن سعي اولادنا للاستقلالية لهي من الامور الخاطئة الا انها الغاية المرجوة في سنين المراهقة. ففي الحقيقة يجب علينا ان نطلقهم للاستقلالية و توجيههم في المسلك و الاتجاه الصحيح و بناء على تعليمهم الخيارات المتاحة و ترجيحك للاختيار الاكثر فائدة له.
ان طبيعة عمل الوالدية في التعلم تحمل مخاطر الاختيارات الخاطئة التي يتخذها الابناء و التي يقومون بها في بعض الاحيان و لكل خطورة ورائها خطورة لكنه لا يوجد بديل عن قيامهم في تجربة اعتمادهم على انفسم و افضل من ان يلجأ الى السرية و عدم التجاوب و مع مرور الوقت يميل الابناء الى القرار الصائب و الصحيح و متابعة الاخذ بخبرات الوالدين و التعلم منهم الافضلية في القرار.